الرئيسية » » يَحْتّلُني السّوادُ عِنْدَما | غازي القاسم

يَحْتّلُني السّوادُ عِنْدَما | غازي القاسم

Written By Unknown on الثلاثاء، 21 يوليو 2015 | 5:49 ص

يَحْتّلُني السّوادُ عِنْدَما 
تَخْتَلِطُ الألْوانُ عَلَى عَيْنَيّ 
وَتَعْصفُ بِصَدْري
رِيّاحُ الَموْتِ 
وَأوْراقُ الخَريفِ تَتَناثَرُ 
عَلَى أرْصِفَةِ الشَوارِعِ المُظْلِمَةِ
نِباحُ الكِلابِ وِعواءِ الذِئابِ
لم يُبقِ لعاشِقَيْن مقعدَ سَهَرٍ
ذَبُلَ الوَرْدُ في حَدائِقِ المَدِينةِ
وَهَذا الَلْونُ البَاهِتُ بُكاءُ
القَمَرِ فِي الصَمْتِ
تَخْتَلِطُ الألوَانُ عَلى عَيْنَيّ
مَا عَادَ البَحْرُ بَحرْ
وَالنَوّرَسُ تَصَّقرْ
وَمَا عَادَ النَهرُ نَهرْ
وَلا ليّلٌ فِي الليّلِ وَلا لَيْلَى
وَهْمِيٌ حَمْلُ السَحابِ
في سَماءِ "الربيع" تَكَدّرْ
بَرْقٌ وَرَعْدٌ لا مَطرٌ وَلا سَيّلْ
نَفَخَتْ رِيّاحُ الصَحْراءِ
فِي أصْنامٍ مِن لَحْمٍ وَدَّمْ
شَهِيّةَ الَموْتِ والقَتلْ
مَا عاَدت السَماء زَرْقَاءْ
غَيّمُها رَمَادٌ أصْفَرْ
يَحْتّلُني السّوادُ
وَتَخْتلِطُ الألوانُ عَلَى عَيّنَيّ
فِي القَلْبِ يَغْفُو الحُلمُ
وَيثُورُ القَلمُ بَينَ يَدَيّْ



التعليقات
0 التعليقات

0 التعليقات:

إرسال تعليق

يتم التشغيل بواسطة Blogger.